طرائف من داخل المعتقل

الزملاء الكرام
لكم تحية وتجله
في 6 ديسمبر 89 تم اعتقالي مع مجموعة من الزملاء مهندسي بحري الحرارية وبقية مرافق الهيئة
اذكر من الدفعة خيري -الأمين - بدر التوم -عثمان ضو البيت هشام المجمر
الزميلات امل وعايدة تم استجوابهن لعدة ايام
قضينا في المعتقلات عدة اشهر تكابس العام وكانت فرصة نادرة ان احتكينا بعدد من قامات السياسة والفكر وعلى رأسهم الامام الصادق - التجاني اطيب رحمه الله وسيد الحسين
وقد اخترت لكم من الذكريات الجميلة الطرائف التي تحدث يوميا في المعتقل وعلى الأخوان الأعضاء مدنا بالمزيد

كنت قد نشرت ذلك في بوست في سودانيز اونلاين قبل اعوام بعنوان:


http://sudaneseonline.com/board/310/msg/Re:-%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%81-%d9%85%d9%86-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%

d8%b9%d8%aa%d9%82%d9%84%d8%a7%d8%aa....-1285863460.html

والأن الى البوست

الذي دعاني لكتابة هذا البوست هو ضعف مكتباتنا اللكترونية من مثل هذه الكتابات من داخل المعتقلات سوى من القليل الذي كتب عن بيوت الأشباح من وقت لآخر.
وبتوفر الظروف الموضوعية التي تجعل من مثل هذه الكتابات متاحة لأكبر قدرمن الناس بفضل ثورة المعلومات التي انقضت في القرن الماضي وهلت علينا ثورةالأفكار فأنا هنا ومن هذا المنبر الجامع اعمل للتوثيق لبعض التجارب الطريفة و المفارقات التي تحدث داخل المعتقلات جنبا الى جنب مع التجارب القاسية واللا انسانية والتي سبقني الكثيرون في الحديث عنها في مختلف وسائل الأعلام وأتوقع ان يشاركني الكثيرون ممن ذاقوا مرها وحولوا فسيخها الى شربات , من أعضاء المنبر ومن غير الأعضاء عبر بريدي الألكتروني المسجل في البروفايل.
سبب آخر دعاني للكتابة هو محاولة لم الشمل لمجموعة متميزة عشنا معاها اميز ايام الشباب وتقطعت بنا السبل في الشتات او داخل السودان حيث تعاهدنا حينها ان نعمل بكل ما اوتينا من قوة ان نجعل الأخوة "جاذبة" خارج المعتقلات وهاهي الفرصة الأتصالية تواتينا لنستعيد الذكريات الحلومرة.
وسوف اتأسف شديدا جدا ان فاتتني بعض الذكريات او بعض الأسماء لطول المدة واذحام الذاكرة بما كثر وقصر
وتحياتي الرمضانية للجميع.

البداية كانت في معتقل الأمن الداخلي الذي وصلناه الثانية ظهرا من يوم 4-12-90 برفقة الزملاء عربي حسن بشير
وخيري عبد الرحمن حيث تم اخذنا من محطة بحري الحرارية لهناك بحجة محاولة لتفجيرها ونحن في باب الدخول و مقتادون للداخل اجد نفسي وجها لوجه مع قريبي ابن عمي محمد خالد عثمان(ود كرار) المساعد في جهاز الأمن الداخلي والذي كان خارجا ليرمقني بنظرتين قويتين دون تنبت شفتاه باي كلمة وسار في طريقه وسرنا للداخل.
في تفسيري الخاص للنظرتين القويتين من ودكرار:
- النظرة الأولي شنو يا ود الشيخ بالله انت اتاريك شيوعي ونحن ماعارفين؟ لأن الحملة كانت تلك الأيام في نظرالعامة تخص الشيوعيين وحدهم.
- النظرة التانية: خش جوة لا كأني بعرفك ولا كانك بتعرفني انا بعمل الواجب وبخارجك.
وفعلا بعد 3 ساعات من دخولي تم استدعائي للتحقيق حيث عمل الضابط بتاع التحقيق انو تفتيحة وقام سرد ليك تاريخي كاملا والسيرة الذاتية بتاعتي وليوهمني بأن جهازهم يعرف كل صغيرة وكبيرة عني تقول انا نقد ولا الصادق المهدي(وانا يعصرني الضحك لأني عارف ودكرار ).
المهم بدأو في تحذيري من الشيوعيين لانو عارفني انا زول من اسرة متدينة وناس ائيمة جوامع وكدي وتم توقيعي على تعهد واتخارجت.

و نواصلطبعا لم تدم الفرحة لأكثر من 15 ساعة حيث تم اعادتي مع الزميل عثمان ضو البيت اليوم الثاني هذه المرة لمعتقلات الأمن الخارجي في داخل القيادة العامة وكنا محظوظين و مرقنا من بيوت الأشباح حيث ادخلنا لصالون به ما لا يقل عن خمسين من المعتقلين وهناك غرفة صغيرة وحمام للخمسين نفر ديل يبدأ صف الدخول من الثالثة ص حتى يأتيك دورك ممكن الساعة 5 ص او 6 وجدت مجموعة من الزملاء السابقين ومن السياسين الكبار(يا ساتر) وأذكر محمد محمد خير ونهم امام جامع من المهندسين وهو موظف كبير سابق من السكة حديد و فوق السبعين وعمدة عمد القبائل الجنوبية بالخرطوم اليوم الرجل خفيف الدم "دينق ماشام" الذي عطر المعتقلات بقصصه ونوادره حيث وصل بعدنا من بيوت الأشبا؛ ووصلت بعدنامجموعة من سكر كنانة من الأداريين والمهندسين.

وصل دينق مشام ومعه مجموعة اذكر منهم المهندس الأنصاري ابوسالف من السلكية واللاسلكية حيث كانوا من نزلاء الأشباح داخل زنازين الأمن وتم تحويلهم للصالون العجيب وبدأت الحكاوي.
اول نوادر دينق انه ولأكثر من اسبوعين يتم تعذيبهم داخل الزنازين من قبل شخص عرفو طبعا شكله جيدا وقبل الأفراج عنهم للصالون تم استدعائهم واحدا واحدا للتحقيق في مكتب الضابط وتم استدعاء دينق ماشام حيث دبر مع زملائه حكاية طريفة.
وقبل بدْء التحقيق معاه بادر الضابط بزعل شديد:
" يا سيادتك انا عندي كلام داير اقولوا ليك قبل ما تسألني ودا حقيقة ناس كلو شهود عليهو"
- الضابط : ايوة قول الحاصل شنو؟
- والله في واحد من جماعتكم ديل كان بيجي يونس معانا كل يوم في غرفة وكان بقول ليناما توروا ناس بتاع تحقيق ديل بيوتكم لأنو بروحو ويشيلوا من هناك حاجات زي فلوس في دواليب ودهب وحاجات دا.
- بتعرف شكل الزول دا
-ايوة كل الناس تعرفوا
تم استدعاء مجموعة من جنود الأمن وطلب من دينق تعيين الشخص الذي حدثهم
و بسرعة بادر ماشام بالأشارة للشخص اللي كان مضايقهم:
_ زول ياهو دا ,

ومباشرة وقبل السؤال قام الضابط بصفقه كف زي السم(صفق العسكري) و طلب من الجماعة أخذه للداخل!!!!!



يقال انو بعد شهرين اهلو اتو للبحث عنه في المعتقلات

يحكي ماشام عن صاحبو المهندس ابوسالف الذي كان يستخدم طقم اسنان انه وخلال وجودهم بالغرفة اتي احد "الأمنجية" وطالب ابو سالف بفتح
خشمه وبعد ان نفذ الأوامر سأله: سنونك راحن وين؟؟؟
والله يا سيادتك مكسرة من زمان
فقال له بتاع الأمن:" مكسرة والله تلغف وتبلع ساااااكت لمن بلعت سنونك"

كانت هناك غرفة صغيرة ملحقة بالصالون يسكن فيها كبار السن وتتم فيها الصلاة الجماعية وكان الأمام هو العم السبعيني موظف السكة حديد الذي نسيت اسمه.
بعد كل صلاة كان الدعاء يتم بحرية كاملة:

اللهم اخرجنا من هنا سالمين غانمين
اللهم شتت شملهم
اللهم فرق جمعهم
اللهم ............
..................
يازول دعاء تقيل علي ناس الأنقاذ والكيزان.
بعد حوالي اسبوعين من البقاء داخل الصالون والغرفة سمحو لنا في يوم الجمعة بالصلاة في الخارج(على النجيلة).
وكانوا ناس الأمن جالسين حوالي 3 انفار مسلحين حولنا في حوض النجيلة.
بعد انتهاء الصلاة التفت علينا الأمام يلا يا جماعة واحد فيكم يشيل الفاتحة.
فأجابة د. عبد اللطيف العبادي مدير خدمات كنانة الصحية:
" انت يا مولانا ما كل يوم قاعد تدعو . الليلة مالك؟"
فرمقه بنظرة قوية:" الليلة ابيييييت"
وبعد الدخول للصالون سألناه افو ياحاج تزوق من الفاتحة؟
فرد: " انتو يا ناس مجانين زول جوة البير دايرين كمان ترموا فيهو فيل"

نسيت اقول انو الحمام يتم تسجيل الدخول على ورقة بالدور طبعا وتنده الأسماء
ولكن كانت هناك اولوية لكبار السن وكذلك ال(emergency).طبعا مافي زول بقدر يكضب لأنو معانا عدد مقدرمن اطباء (الباطنية)

الحمد لله محنة وعدّت، وما بقي منها الا الطرائف ، ولم تنكسروا كما ارادوا لكم.

محنة وعدت ولكن حقكم مابنخلى طال الزمن اوقصر ان شاء الله

نواصل حيث الآن في طريقنا بالحافلات(آي والله حافلات جديييييدة وسمحة) لجهة ما بعد أن فاض الصالون باكثر من 80 نسمة
النسمة تحك النسمة وفي الطريق لتلك الجهة الما, همس في اذني الدكتور عبد الله حسن الشاطر المدير الأداري لمستشفى الخرطوم انذاك:
" يا ود الشيخ الحكاية دي اوع تكون اعدام؟"
نواصل من تلك الجهة الما

الجهة طلعت دار نقابة المحامين قريبا من سونا.
يا زول البطاطين ما بطاطين والتلفزيون ماتلفزيون
و السندوتشات ماتديك الدرب
بس الشي الزعلني اشوف لي يوم واحد من دفعتنا بالجامعة واعرفه جيدا يقتاد معتقل للتسليم.
يكورك لي بدر التوم صاحبي:
"الحق ياود الشيخ تعال شوف دا ...الحق....."
الزول اول ما لمحنا ذاق ديك الذوقة لي هسع.
نواصل........

في احدي الأمسيات تم استدعاء حوالي عشرة من عتاة مترددي المعتقلات من زمن نميري وعلى رأسهم د. حسان محمد الأمين -رحمه-الله والمحامي ابوجديري و.....و.......
الطريف في الأمر ان يتم استدعائي انا ورفيقي عثمان ضو البيت!!!! الرحلة مباشرة الى سجن كوبر!!!!!!!!!
الله.... ياربي نحن في انتظار الأفراج والعودة لشغلنا يجو يختونا مع الشيوعيين الغلاااد ديل.
غايتو طبعا بدأ الخوف يدب في القلوب و البطبطة لكن بدأ الزملاء الآخرون في تطميننا وانو كوبر دا اسمو هلتون ودا فندق خمس نجوم دا... ودا... و الكلام ما هو خاشي في الرأس . هسي يخلو الشيوعيين الكبار ديل ويمكن حايفكوهم بكرة ونحن نمشي كمان كوبر ذاتو؟
وطبعا الجماعة عاوزين يطمنونا لانهم تأكدوا انهم افراج! مش خلاص المجرمين الطغاه أخذوهم للسجن؟

المفارقة الكبيرة
بعد حوالي ثلاث اشهر جماعتي ذاتهم ناس محمد محمد خير وناس د. نصري مرقص وناس بروف قاسم حمد الله و... و....
يجيبوهم ليكم كوبر قادمين من بيوت الأشباح!!!!!!!!!!!

الدخول لكوبر لأول مرة مع ناس عركتهم الكوبرات(جمع كوبر) شيء مخيف حقا خاصة وانت تلج البوابة الرئيسية
لتجد السيد ادريس البنا زاتو يتوضأ في ماسورة بالشرقيات وتصبح من الصباح لتجد نفسك وجها لوجه مع المرحوم د.خالد الكد!!!!.
اول صباح عرفنا ان هناك جلسة قهوة بقيادة الكد تسمي "النادي" في ضل الضحى وعلى بنشات كأنها مخصصة.
وجدنا معانا جماعة بتاعين دولار ريال شيك سياحي تم احضارهم قبل يوم واحد من دبك ويظنون أن كل الناس الموجودين ديل تبعهم.
في اثناء الجلسة في النادي بدأ المرحوم الكد بتعريف نفسه لنا.
"عمكم خالد حسين الكد"
وهنا صاح فيه احد جماعات الدولار ريال:
" انت خالد الكد المعروف؟"
" ايوة نعم "
زول الأنقلابات داك ذاتوو"؟؟
" ايوة ياني ذاتووو"
" ونحن حسع خاتننا معاك في محل واحد كدى؟"
" ما في مشكلة ياخي"
فصاح عمنا مستغيثا :
" يا جماعة هووووي امرقونا من الحتة دي نحن ناس عملة ساااااكت"

ننوم ونواصل يادفعة

كل في ميزانكم ان شاء الله يا ود الشيخ و قديما قال عمنا الصادق المهدي كل ما لا يقتلني يقويني

لك التحايا والتجلة اخونا ود الشيخ وكل الاخوة الصامدين ضد القهر والدكتاتورية ولابد لليل ان ينجلي ...

التحايا لك ود الشيخ ونسعد بأننا ننتمي لامثالكم وللحقيقة والتاريخ كنت مسئول عن توزيع منشورات إضراب المهندسين في مؤسسة أعمال الري والحفريات ومعي الأخ الأمريكي عبدالله محمد الحسن وسلمت نسخ من المنشور لاتنين من إخوانا الجبهجية وقالوا لي نحن مامضربين ودايرين نخطر المسئول بذلك رديت عليهم بأن المطلوب مني تسليم نسخة من المنشور لكل مهندس فقط وفي زميلنا جرسة سأقني بالجمبة ويدو في رأسو وقال لي يازول انت مجنون توزع المنشور على عينك ياتاجر قلت ليهو ياخوي علي الأقل نعرف راسنا من كرعينا لو قبضوني تبقوا عارفين منو البلغ بعد ساعة جو ناس الأمن اعتقلو مديرنا م.عبدالكبير وسالوا من عبدالله وكان في مشروع الكهرباء في ود البشير ومافي زول هببو لي قلت لي صاحبي بعد الجماعة فاتو يالجماعة بتاعيننا ديل فعلا أولاد ناس ياشطار المهم لحقت عبدالله في الموقع عشان يرتب حالو ويدس أي حاجة معاهو واتقبض فعلا تاني يوم
في سردك الشيق وردت أسماء أخونا عثمان ضوالبيت وين الاسم دا الآن وكذلك إسم محمد محمد خير هل هو صاحب عمود أقاصي الدنيا الملحق الثقافي بالخارجية الآن
ننتظر المزيد من الذكريات وليلحق بك الأخ خيري وادامك الله هذا المنتدى وهؤلاء الصحاب ومتى اسكت القفص عصفورا

الأعزاء خيري - سعاد- حسين- ود الخليفة
لكم التحية وشكرا على المرور والتشجيع ولو اننا امبارح مغلوبين وريالنا طايح
عثمان ضو البيت موجود وساحاول ادخاله للترام .
اما محمد محمد خير فهو نفسه الانقاذي الحالي.


نواصل

وقبل المواصلة اترحم على روح صديقي العزيز مصطفي نصر أو مصطفي السمين والذي توفي في العام السابق.


من أجمل اشراقات المعتقل -ان كانت هناك- مصطفي السمين!
هكذا اسمه ولقبه وكل حركاته و حكاويه ونوادره تعتمد على بسطة الجسم-ما شاء الله وتدور في فلك السمن-
وهو شاب ظريف من شباب الموردة الذين اذكر منهم الصديق العزيز انور ود الحوش وصديقي الآخر (يعمل ممرضا) -الشيخوخة دخلت-
مصطفي اتت شقيقاته لزيارته وبعد ان عاد لنا ذكر انو اخواتو مما شفاه قعدوا يبكو قالوا ليه ضعفت!!!!

بعد الأستقرار في كوبر بدأت خطابات الأحالة لمايسمي بالصالح العام تصل و بدون فرز حيث تسلمت وزملائي خطابات الفصل بتاريخ 13 ديسمبر 1989
(وكان الصديق وزميل الدفعة حيدر الشيخ الذي وجد نصيبه من الأستدعاءات والنهزرة متابعا لاجراءات استحقاقاتي وعدد اخر من الزملاء بالهيئة حيث قام باستلامها وتسليمها لأسرتنا بالدروشاب
ولم ينقطع عن زيارتنا عن طريق الكتابة طبعا.)
ولكن لم يصل اي خطاب لمصطفى السمين الموظف ببنك الخرطوم وكان يضحك ويتندر علينا .وبمناسبة بنك الخرطوم سألناه عن طريقة ربط الكرفتة مع الرقبة المافي دي , فأجاب انو بيربطها في الزرارة التالتة(يعني الأولي فاتحة والتانية فاتحة.)
على العموم في اثناء تندره وبحضور المهندس الساخر عماد فخري من ناس كنانة ذكر مصطفى السمين : " الحمد لله انا ليييييييي هسع ما شالوني"
فرد عليه عماد: " يا خي يكونو ما لاقين كرين يشيلوك بيهو"

اتمنى كل من يمر من هذا البوست ان يرفع يديه داعيا المولي لحبيبنا ا لمهندس عماد فخري بأن يرد له بصره الذي علمت انه قد فقده قبل عدة سنوات....... آآآآآآآآمين يارب

المساجين وما أدراك المساجين
قصص وحكاوي و ظلم واقع عليهم - بحسب آراءهم- حيث علمت ان كل من قابلته منهم هو بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب!!!
يتم توزيعهم على المعتقلين للمساعدة في الطبخ الغسيل ,المكوى....... الخ. وتعتبر نقلة نوعية داخل السجن لمن يتم اختياره حيث الوجبات المدنكلة والتدخين والتمباك و كمان الونسات حيث يحدثونك عن كل شئ في عالمهم داخل " السراية" بدأ من سوقها المتوفر فيه كل شيء من السعوط وحتى البنقو وعن الغرائب التي تتم داخل هذه السراية العجيبة!!!!!!.
من طرائف ونساتنا معهم كنا نجلس واصحابي : مصطفي السمين وانور والمهندس محمد على (من الأسكان) ونتجاذب اطراف الحديث عن انواع التهم
والمتهمين.
سألنا احدهم - وكل واحد يحفظ مادته من القانون الجنائي عن ظهر قلب- سألناه عن جريمته, فأجاب انهاالمادة 251 القتل العمد.
ولكن قاطعه صاحبه :
- "يازول ماتكضب انت ما 251"
- " طيب كم يا ابو العريف؟"
-" يازول انت ...انت...انت....انت...." وبدأ في عمل تضريبات بعد ان مسح التراب باصبعه.
- " انت المادة حقتك 502"
واستفسرنا عن سر هذه المادة فأجاب:
" ياح دا كاتل اتنين مش واحد" الراجل ضرب 251 2X
فعلق صاحبنا انور: " يعني لو الزول دا كاتل 10 تكون المادة بتاعتو 1510؟"

- " بالظبط كدى"

نواصل

أضاف الزميل بالمعتقل امين زوربا مايأتي:


"يا سلام يامحمد
رمضان كريم
اريت أقدر احكي معك تلك الايام
وحزنت جداً للمهندس عماد فخري رد الله بصره

يحضرني الان ميسرة ابراهيم جلدون
ويحضرني الزعيم عوض ابوعجل
واحمد حسن الترزي
وعمك عرابي وصاخبه محمود
وعمنا محمد عثمان محجوب ( ابو الهول )
وعكليت وفضل الله
ود مختار فضل
وجميل كرار
وايوب مصطفى
والبينو أكول
وطون جواج
وامانويل
سأعود واحكي معك
"

كذلك أضاف الزميل عادل علي مايأتي:


"عندما تسمع صوت الكورال القوي يملأ أجواء المعتقل ويهز أركان المستشفى (القسم الغربي): والبزدريك يا ويله من غضبك عليهو ومن مشيك.... يا ويله من أجله الوشيك.... تشعر بالطمأنينة وتدرك مدى الذعر الذي كان يشعر به نظام الجبهة الإنقلابي الذي زج بكل هؤلاء في كوبر وبيوت الأشباح، وتحضرك على الفور أبيات مجحوب شريف: تغنّي ونحن في أسرك... وترجف وأنت في قصرك.
التحايا لكل من عطر فضاء الغربيات بـ:غنى يا خرطوم وغني... وعما قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب...التحايا لهم أينما كانوا: مصطفى نصر، شهاب أحمد جعفر، عبد المنعم الجلال، خيري عبد الرحمن، حذيفة الشيخ سلامة، صلاح العالم، أمير شمّت.
تحياتي لك مرة أخرى يا ود الشيخ.
"

وعلى ذكر الزميل "طون" من ابناء الجنوب اليكم هذه الطرفة.
كنا في جلسة ونسة ليلية في حوش العنبر الداخلي حوالي الساعة 11 ليلا. كنا انا والأخوان مهندس ايمانويل دوكو زميل من الكهرباء , الأعلاميين اروب بقت, اروب مادوت, الفريد تعبان , والمهندس محمد على (بتاع الجكس حق التلفزيون - يعني طول الوكت ماعندو شغلة غير الجلوس في التلفزيون وديك سمحة وديك شينة)والنقاش دائر.
طون كان نائما بجوارنا نومة عميقة. فجأة تظهر في سماء كوبر طائرة بوينج 707 وما ادراك ما 707 الزمن داك. اهتزت اركان السجن لأزيزها فيقوم طون حلمان ومنزعج وينط من السرير ويتحشر تحتو(السرير).
وبعد ثوان هدأت الأحوال فأنحنى ايمانويل مخاطبا طون:
"كلاس فاتت تآآل" خلاص فاتت تعال

....
ضربتني ليك الملاريا وكنت رافض الأكل .أذكر احضر لي انور ود الحوش ودينق ماشام وجبة لأجباري على الاكل وانا كنت رافض .
فخاطبني دينق:
" يا ود الشيخ انت تموت وتروح لناس آخرة جاعان يقولوا ناس دنيا ديل ما عندهم اكل وله شنو؟"

سلام يا ود الشيخ وناس الدفعة

انا كلامي زي كلام اخوي خيري ده

حاجيك راجع بمهلة

.

ودالشيخ: مذكراتك بالمعتقل ممتازة و يمكن صياغة ما قلبها و ما تلاها لتتحول الي ورقة مذكرات مفيدة للأجيال القادمة. اتمني اعادة النظر في الكتابة من هذه الزاوية. كذلك باقي الزملاء خيري و الأخرون. الظلم يوم القيامة ظلمات.

شكرا راشد وان شاء الله نعيد صياغة الموضوع ونأسف للانقطاع بسبب السفر المتواصل